الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الأستاذ عبد العزيزالصيد: لهذه الأسباب قدّم المرزوقي الطعون في نتائج الانتخابات

نشر في  29 نوفمبر 2014  (10:32)

على خلفية تقدّم المترشح للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية محمد منصف المرزوقي بعديد الطعون في نتائج الدورة الاولى الى المحكمة الادارية، قدّم الاستاذ عبد العزيز الصيد تحليلا للاسباب الحقيقة التي دفت بالمرزوقي الى رفع هذه الطعون في اللحظات الاخيرة حيث كتب :"

كلنا يعلم أن الطعن في نتائج الإنتخابات حق مشروع لكل من له صفة و مصلحة , والمرزوقي له الصفة بإعتباره مترشحا , وله مصلحة باعتباره يهدف إلى إسقاط منافسه . لكنالمرزوقي نفسه , و فريقه القانوني يعلمون بالتأكيد أن نتيجة الإنتخابات لن تتغير مهما كانت التجاوزات التي ستقع إثارتها و مهما كانت الإثباتات , وذلك لسبب واضح وهو الفرق الشاسع بين عدد المصوتين للفائز الأول و الثاني و عدد المصوتين للثالث في الترتيب ( حوالي مليون صوت).

فالسؤال إذن .. لماذا قام بتقديم الطعون ؟ سيجيبني البعض لربح الوقت... طيب إذا كان الهدف هو ربح الوقت ( وهذا مرجح عندي بإعتبار و أن الطعون تم تقديمها في آخر لحظة) فماذا يعني الوقت الإضافي ( أسبوع أو أسبوعين على أقصى تقدير) بالنسبة للطاعن؟
دعكم من التبريرات السخيفة من نوع " يريد البقاء في القصر أياما إضافية" أو " يريد الإستفادة من تغيب محتمل لعدد من الناخبين لقضاء عطلة رأس السنة" أو " يريد أن يستفيد من الأزمة الدستورية التي سعى لخلقها من خلال رسالة طلب تعيين رئيس للحكومة"...
أنا أقول .. أن هناك هدفين رئيسيين من تقديم الطعون ؛
1) الهدف الأول.. محاولة إثبات حجم التجاوزات التي ينسبها لخصمه , وذلك للحد منها في الدور الثاني و أيضا لاستغلالها في الحملة الإنتخابية التي ستفتح بعد ساعات
2) الهدف الثاني , وهو الهدف الرئيسي... البرلمان سينعقد يوم 2 ديسمبر القادم , و الفصل 59 من الدستور ينص على وجوب إختيار رئيس للمجلس في الجلسة الأولى , مما يعني أن هناك أوراق كثيرة ستكشف حول إسم الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس المقبل للمجلس التشريعي , حول نوعية تشكل التحالفات داخل المجلس , حول تصور ممارسة السلطة في السنوات القادمة , حول من سيحكم ؟ و من سيعارض ؟ و المرزوقي يأمل أن يستفيد من الخلافات المحتملة بين الأحزاب داخل قبة البرلمان.. لهذا يريد المزيد من الوقت لأنه يعلم بالخبرة حجم الصعوبات التي يواجهها الحزب الفائز في التشريعة و التي تعيق مهمته المتمثلة في الوصول إلى توازنات بين مختلف القوى السياسية الموجودة في البرلمان .
و بهذا المعنى فإن المرزوقي يأمل في الإستفادة مباشرة من أي خلاف قد يتفجر بين النداء و الجبهة .. أو بين النداء و الوطني الحر... أو بين النداء و تيار المحبة... أو بين النداء و حزب المبادرة.... وبعض هذه الخلافات متوقع و عادي أن يحدث... لأن تقاسم السلطة لن يكون سهلا , و هذا أمر أصبحنا نعرفه بحكم التجربة .
ولا ننسى أيضا أن المرزوقي يراهن كذلك على موقف حركة النهضة إذا تم إقصاءها من رئاسة البرلمان و من المشاركة في الحكومة , لأنه يتصور أنه في هذه الحالة لن تكتفي الحركة ب"الحياد الإيجابي" و إنما ستنزل بكل ثقلها للمشاركة بصورة فعلية و علنية في الحملة الإنتخابية المتعلقة بالدور الثاني..
ها أنتم تلاحظون معي أن عامل الوقت هام و حاسم في أكثر من مسألة , و على أكثر من صعيد , و يمكن خلال هذا الوقت الإضافي أن تحصل تطورات هامة تؤثر جوهريا على نتيجة التصويت ... لهذا السبب قرر المرزوقي تقديم الطعون , مع علمه المسبق أن الكثير من التونسيين ضاق صدرهم , و يرغبون في حسم الأمر في أقرب الأوقات